إلهي .. أغلقت الملوك أبوابها ، و بابك مفتوح للسائلين
يقول
"...احد التجار👇
" خرجت إلى سوق العبيد
لأشتري لنفسي عبدا يخدمني ، فوجدت سيدا يبيع عبدا و ينادي عليه قائلا : من يشتري
هذا العبد على عيبه ؟
فقلت
له : يا سيدي و ما
العيب الذي فى هذا العبد ؟
فقال
: سل
العبد يخبرك فسألته فقال : عيوبي كثيرة و لا أدري بأيها شهروني .
فرجعت
إلى صاحبه وقلت : يرحمك
الله ألا تخبرني عن عيب ذلك الغلام ؟
قال
: إنه
معتوه العقل ينتابه الصرع من حين إلى حين .
فقلت
للعبد : أيأتيك
هذا كل يوم أم يأتيك كل أسبوع ؟ فاسترجع و بكى
و
قال : يا
سيدي إذا استولى داء المحبة على القلب سرى فى الأعضاء ، و إذا استولى على الجوارح
نشر خمار المحبة على سائر البدن فيطيش العقل بذكر الحبيب ، فيحدث فى القلب استغراق
و على البدن سكون فيراه الجاهل فيظنه عتها و جنونا .
قال
التاجر : فعلمت أن
الغلام من أولياء الله الصالحين .
فقلت
لسيده :
كم ثمن هذا الغلام ؟ فقال : ثمنه مائة درهم ،
فقلت
له : ولك
مني عشرون فوق المائة ، ثم جئت به إلى منزلي ، فكان يصوم النهار و يقوم الليل ، و
لا ينقطع لحظة واحدة عن عبادة الله و تلاوة كتاب الله .
و
ذات ليلة دخلت مخدعه فوجدته يصلي و يبكي حتى سجد فكان يناجي ربه فحفظت من مناجاته
هذه الكلمات
:
" إلهي
.. أغلقت
الملوك أبوابها ، و بابك مفتوح للسائلين . إلهي .. غارت النجوم ، و نامت العيون ،
و أنت الحي القيوم الذى لا تأخذه سنة و لا نوم ، إلهي .. فرشت الفرش و خلا كل حبيب
بحبيبه ، و أنت حبيب المجتهدين ، و أنيس المستوحشين ، إلهي .. إن طردتني عن بابك
فإلى باب من ألتجئ ، و إن قطعتني عن جنابك فبجناب من أحتمي ، إلهي .. إن عذبتني
فإني مستحق للعذاب و النقم ، و إن عفوت عني فأنت أهل الجود و الكرم ، يا سيدي لك
أخلص العارفون ، و بفضلك نجا الصالحون ، و برحمتك أناب المقصرون ، يا جميل العفو
أذقني برد عفوك ، و حلاوة مغفرتك ، إن لم أكن أهلا لذلك فأنت أهل لذلك ، و أنت أهل
التقوى و أهل المغفرة "
.
فلما
أصبحت قلت له : يا أخي كيف كان نومك الليلة ؟
فقال
: كيف ينام من يخاف النار و العرض على الواحد القهار . ثم بكى ،
فقلت
له :
اذهب
فأنت حر لوجه الله . فلم يفرح بذلك .
و
قال : يا سيدي كان لي أجران : أجر العبودية و أجر الخدمة ، فحرمتني من أحدهما أعتق الله و
جهك من حر جهنم . فدفعت إليه نفقة فأبى أن يأخذ منها شيئا ،
و
قال : إن من تكفل برزقي حي لا يموت ، ثم غاب عني .
فكنت
كلما ذكرت كلامه أخذني البكاء ، فسألت الله أن يحشرني فى زمرة عباده الصالحين
المحبين لقربه ، و الساعين ليلهم و نهارهم إلى طلب فضله و رضاه ..
إرسال تعليق