ام جبر وشاح والدة الشهيد سمير القنطار
بالتبني
استنكر
نادي الأسير الفلسطيني وحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية في بيانييْن رسمييْن الاعتداء
الذي تعرضت له المناضلة أم جبر وشاح (هندومة وشاح) _والتي لقبت بام الاسرى العرب في
سجون الإحتلال _ في مخيم البريج بقطاع غزة، وطالبا بمحاسبة المسؤولين.
نادي
الأسير و في بيان أصدره ليلة أمس الخميس وصف
أم جبر وشاح بأنها “أيقونة نضالية”، معتبرًا الاعتداء عليها “حالة رمزية بمثابة الاعتداء
على الأم الفلسطينية وعلى الذاكرة النضالية، التي لا تزال حية بأمثال أم جبر، وأمهات
الأسرى والشهداء”.
وأضاف
أن هذا الهجوم “الهمجي” يمكن أنْ يقوم به فقط “من تجرد من إنسانيته ووطنيته مهما كانت
الأسباب والمبررات، التي يحاول البعض تسويقها في تبريره تحت ذريعة تنفيذ القانون”.
وبدوره
طالب نادي الأسير حركة “حماس” بتحمل مسؤولياتها ومحاسبة كل متورط في الاعتداء على أم
جبر وشاح وتقديمهم للعدالة.
كما
استنكرت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية بشدة هذا الاعتداء مطالبة بمحاسبة كل من
أقدموا عليه، وأكدت أن ما حدث “يمس ليس فقط هذه العائلة المناضلة، بل كل النسيج الوطني
الفلسطيني ويمثل اعتداء فظا على حقوق الإنسان الفلسطيني”.
يُذكر
أن وشاح واثنتان من بناتها نقلوا إلى المستشفى عقب إصابتهن برضوض وجروح بعد تعرضهن
للاعتداء بشكل مباشر او غير مباشر بحسب الكثير من المصادر؛ من قبل عناصر الأمن خلال
فتح شارع قرب منزلهن بمخيم البريج .
وبحسب
وسائل إعلام فلسطينية عن شهود عيان فإن القضية تعود لشكوى تقدم بها أحد الجيران لفتح
شارع تم إغلاقه منذ أكثر من 25 عامًا بسبب خلاف بين الجيران.
وفق
مصادر محلية، دُفع بقوات من البلدية والشرطة النسائية لتنفيذ القرار، فيما كانت العائلة
قد نظمت وقفة احتجاج بدعوى أن هناك مخالفات أخرى لمقربين من «حماس» لم تجرِ إزالتها،
علماً بأنه تمت إزالة الجزء الأكبر من مخالفة وشاح، وكان العمل أمس لإتمام الباقي.
وتناقضت
مصادر عدة في تأكيد تعرض أم جبر لاعتداء مباشر أو أنها تأذّت خلال التدافع، لكن ذلك
أثار غضباً شعبياً كبيراً لما تمثله الحاجة من رمزية وطنية، كونها والدة أسير محرر
وأمّ بالتبني للشهيد سمير القنطار خلال أسره.
حقوقيون
اعترضوا على سلوك الأمن جراء تكرار حوادث شبيهة مع كثيرين، إذ يدفع بالشرطة للتعامل
مع الأحداث بصورة قاسية، وهو ما يطاول مناضلين ومقاومين من فصائل عدة، لكن مصادر في
«حماس» أكدت أنه تم التواصل ست مرات سابقاً عبر وجهاء وفصائل لحل المشكلة التي تحوّلت
إلى قضية سجالية سريعاً .
من
جهتها أصدرت الشرطة توضيحا حول الحادث قالت فيه إنها “نفذت أمس الخميس، قرارًا صادرًا
عن محكمة دير البلح بإزالة تعد عن أحد الشوارع العامة، وفتحه أمام حركة المواطنين في
مخيم البريج، بما ذلك غرفة ملحقة بمنزل لعائلة وشاح”، تم بناؤها بشكل مخالف.
وقد
تم ذلك بعد تأجيل تنفيذ قرار المحكمة لعدة أشهر لحين التفاهم مع العائلة ومع الأخ جبر
وشاح الذي نكنّ كامل الاحترام والتقدير لتضحياته، وتضحيات والدته المجاهدة، والذي كان
على علم كامل بقرار الإزالة وموعد تنفيذه”. وأضافت الشرطة: “نستنكر محاولات بعض المغرضين
قلب الحقيقة، ونشر شائعات وأكاذيب، واستغلال تنفيذ قرار إزالة التعديات لحسابات فئوية
ضيقة لا تخدم مصلحة شعبنا”.
بيان عائلة وشاح:
بيان عائلة وشاح:
بدورها
أصدرت عائلة وشاح، بيانًا صحفيًا حول اعتداء الشرطة بغزة ، على المناضلة "أم جبر
وشاح" والدة الأسير المحرر جبر وشاح.
وقال
نجلها الأسير المحرر جبر ونائب مدير المركز
الفلسطيني لحقوق الإنسان:" بغض النظر
عن أية مُسببات أو مبرّرات لا تدعو إلى استخدام الشرطة للقوة المفرطة في إنفاذ
القانون كما حصل، بل يجب على رجل القانون استخدام الوسائل اللائقة".
وبيّن
أنّ استخدام هذه القوة المفرطة والتعسف في استخدام السلطة هو أمر غير مقبول إطلاقًا،
مُردفاً: "ما حدث بالأمس هو عدم اعتبار وتقدير للمناضلة أم جبر وشاح، ولا لسنها،
ولا لرمزيتها، وكان أمرًا مرفوضًا بكل المقاييس".
وأكّد
على أنّ القضية لا تتعلق بأم جبر فقط، بل في مبدأ استخدام السلطة بشكلٍ غير لائق ضد
المواطنين، وهذا ما يجب أنّ يُوضع له حد.
وطالب
بتشكيل لجنة تحقيق على أعلى مستوى وبصورة محايدة ومُحاسبة كل المتسببين فيما حدث بالأمس،
مُشدّداً على أنّه سيجري متابعة هذا الأمر مع أعلى المستويات، وهناك محاولات من شخصيات
لوضع حد لمنع تدهور الأمور.
من هي هندومة وشاح ام جبر الملقبة ب "أم الأسرى العرب في سجون
الإحتلال":
بحسب
ممثل حركة فتح في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية/ قطاع غزة نشأت الوحيدي
:" ولدت الحاجة أم جبر وشاح في العام 1939م وذلك حسب من أعطوها ذلك التاريخ من
الباحثين والناشطين والمفكرين ومن يمتلكون الذاكرة الفلسطينية من كبار السن وكانت قد
هاجرت من قرية " بيت عفا " الواقعة بين المجدل والفالوجا والتي أقام الإحتلال
على أنقاضها مستوطنة " نقبة " وبحسب الروايات وإفادة الإبن والأسير المحرر
جبر وشاح والذي يعمل كنائب لرئيس المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان فإن كلمة نقبة مستوحاة
ومحرفة من " نكبة " وفي سياق أحد لقاءاتي مع الحاجة أم جبر فقد أفادت بأنها
عندما هاجرت فقد كانت تحمل بين ذراعيها ابنا بكرا عمره عامين وكان قد توفي وهي في طريق
الهجرة واللجوء والشتات " .
هي
أم الأسير المحرر جبر وشاح ؛ نجلها الأكبر
والذي كان أسيراً مدى الحياة، قبل أن يطلق سراحه في صفقة خاصة عام 1998، أثناء أسر ابنها في سجون الإحتلال تبنت
العديد من الأسرى العرب كالأسير المحرر الشهيد اللبناني سمير القنطار، والأسير اللبناني
احمد اسماعيل، والأسير اللبناني، أنور ياسين أسير، وكانت تحرص على زيارتهم كما زيارة
ابنها، تدور بين سجون الاحتلال الإسرائيلي.
كان
يطلق الأسرى الذين تبنتهم عليها “أمي”، لأنها كانت بمثابة الأم الثانية لهم، جراء حرمان
الاحتلال لهم من رؤية أهلهم وأبنائهم.
لم
تترك الحاجة أم جبر أي اعتصام أسبوعي للأسرى قبالة الصليب الأحمر، إلا وشاركت به رغم
خروج ابنها من السجن، إضافة إلى أنها تعد من المؤسسين لفكرة الاعتصام الاسبوعي لأهالي
الأسرى قبالة الصليب الأحمر بمدينة غزة.
ويذكر
عن الحاجة أم جبر أنها لم تترك إضرابا عن الطعام خاص بالأسرى في سجون الاحتلال إلا
وشاركت فيه، في خطوة دعم وإسناد لأبنائها الذين أخذت على عاتقها مساندتهم والوقوف إلى
جانبهم في كل المحن.
هندومة وشاح وقصتها مع الشهيد سمير القنطار أثناء الأسر في سجون الإحتلال:
بداية
نستذكر الشهيد سمير القنطار والذي لُقب بعميد الاسرى حيث أُلقي عليه القبض في 28 يناير 1980 ، وحكمت المحكمة
الإسرائيلية على سمير القنطار بخمس مؤبدات مضافا إليها 47 عاما (إذ اعتبرته مسؤولا
عن مقتل 5 أشخاص _صهاينة_ وعن إصابة آخرين)
في العملية الشهيرة (عملية نهاريا) حيث أُستشهد في العملية كل من رفاقه : عبد المجيد
أصلان ، و أحمد الأبرص .
تم
الإفراج عن سمير قنطار في 16 يوليو 2008 في إطار صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب
الله. ومن ثم شنت طائرات تابعة للطيران الحربي
الإسرائيلي غارة على مبنى مكون من ستة طوابق في مدينة جرمانا جنوب العاصمة السورية
دمشق، مساء يوم السبت 19 ديسمبر 2015، انتهت بإستشهاده عن عمر يناهز 53 سنة ،أثناء
فترة وجوده في سجون الإحتلال الصهيوني .
جبر وشاح يتحدث عن رفقته للقنطار
ويذكر
الأسير المحرر جبر وشاح والذي أمضى 15سنة في سجون الإحتلال عن قصته مع الشعيد سمير
القنطار حيث قال:" عاماً من النضال المشترك مع سمير في السجون الإسرائيلية، كانت
كفيلة لأن أدرك أن هذا المُناضل هو نموذجٌ نادرٌ للمقاوم العربي الحر ، أمضيت 3 سنوات
ونصف في زنزانة واحدة مع القنطار، في سجن بئر السبع الإسرائيلي، حينها أدركت البعد
الإنساني العميق في شخصية هذا البطل، إلى جانب الصلابة والاستعداد للتضحية، في أي لحظة
مواجهة مع الاحتلال، كان في مقدّمة الأسرى أوقات الإضرابات والمواجهات مع السجان الصهيوني.
و لا أنسى أول لقاءٍ لي بالقنطار، عرفته في سجن نفحة أسيراً لبنانياً ذو معرفة عميقة
بالقضية الفلسطينية" حيث ذكر حكاية والدته هندومة "أم جبر"، مع سمير
قنطار الذي أعلنت تبنّيها له منذ كانت تزور ابنها جبر في سجون الاحتلال وكانت تزور
سمير برفقة ابنها قبل أن يتحرر، وتوفّر له احتياجاته، كون ذويه محرومين من زيارته،
وفي الزيارة الأولى التي التقت فيها أم جبر الشهيد سمير، كانت سيّدة فلسطينية (ام اسير
محرر) تزور سمير القنطار لأوّل مرّة بعدما خرج ابنها من السجن، وكان القنطار
يستجديها أنّ لا تتكبّد عناء المجيء من قطاع غزّة لزيارته، والتنقّل بين السجون والمعتقلات
بعد تحرر ابنها، على مسمعِ أم جبر؛ و لمّا سمعت أم جبر حديث الشهيد سمير مع تلك الأم
الفلسطينيّة، قطعت عهداً أمام الله والسيّدة أن تعتبر القنطار ابنها الأوّل قبل جبر،
الذي كان سبب قدومها إلى السجن، وطلبت منها أن تطمئن عليه، فهو بين أيدي أمّه الثانية،
ولن تتأخّر عليه لا في زيارة، ولا في أي شيء يحتاجه في السجن، وقد أخبرت القنطار وابنها
جبر بذلك، ومن ثمّ واظبت على زيارة ابنها الشهيد العربي اللبناني سمير القنطار،
ومع
كل زيارة كانت تمرّ لتتفقّد سمير، الذي كان محروماً من زيارة عائلته، طوال عشر سنوات،
وحتى بعد تحرّر ابنها جبر، ظلّت المناضلة ومن تُعرف بعميدة أمّهات الأسرى تزور ابنها
الذي لم يُنجبه رحمها، القنطار...
ظلت
أم جبر تفعل ذلك لثلاثة عشر عاماً. تذهب إلى مقر الصليب الأحمر في غزّة، تُسجّل لزيارة
ابنها سمير، فيما تُسجّل ابنتها لزيارة أخيها جبر، القابعين في سجن نفحة الصحراوي،
واستمر الحال على ذلك حتّى العام 1999، إذ رفضت إدارة السجن الإسرائيلي السماح لها
بزيارة ابنها سمير، لسببين، الأول: أنّ ابنها جبر تحرّر من السجن في هذا العام، وثانياً:
أنّ الشهيد القنطار لا يمت لها بصلة، وفق القواعد والقوانين الوضعيّة! لكن أم جبر لم
تستسلم للقرار الإسرائيلي الذي وقع كالصخرة على قلبها، ولم تستطع الغياب عن ابنها الذي
تعلّقت به، وتعلّق بها، ولم تنس أيضاً عهدها القديم، فرفعت دعوى قضائيّة في المحكمة
العليا في القدس، وأوكلت أمرها للمحامين الذين انتزعوا لها سنة 2000 تصريحاً بزيارة
سمير، فكان اللقاء من جديد مع بطل جبل العرب، لكنّ الفرحة لم تطل كثيراً، فبعد أربع
زيارات، على مر شهرين، مُنعت مرّة أخرى من زيارة القنطار. بصوتها الحنون، ونبرتها الفلسطينيّة،
تقول أم جبر: "هم (الإسرائيليون)، أرادوا مُعاقبة سمير، ومنعه من لقائي، بعدما
عرفوا علاقتي به، وأنّي أمّه الثانية، خصوصا أنهم منعوا والدته ووالده، وجميع ذويه
من زيارته"
في
صيف العام 2008، جلست أم جبر في دارها ترقب بجلل عودة ابنها إلى والدته في عبيه، والى
أهله وناسه ووطنه. في لبنان في صفقة تبادل بين "حزب الله" وإسرائيل، في صيف
العام 2008، تجمهرت النسوة من حولها، وكذلك فعل الأسرى المحررون.
لم
يهدأ لها بال حتى رأت سمير في الجانب اللبناني من الحدود، عندها أطلقت ومعها النسوة
المجتمعات الزغاريد، وأقيمت الاحتفالات في بيتها، ووزعت الحلوى والمشروبات ابتهاجاً
بعودة الصقر.
الحاجة
أم جبر التي سبق لها أن زارت عائلة سمير القنطار ، في جبل لبنان، لم تستطع وقت الإفراج
عنه أن تكون من بين مستقبليه، بحكم إغلاق المعابر في غزّة، لكنها لم تفوّت لحظة واحدة
رصدتها كاميرات الصحافة وهو ورفاقه في طريقهم من السجن الإسرائيلي إلى عبق الحريّة،
وتقول: "كنت أتمنّى تلك اللحظة أن أكون هناك، وأعانق سمير وأشاركه الفرحة بعودته
إلى أهله".
لتعود
23/10/2008 وتزوره برحلة شاقة من غزة الى مصر
فالأردن فسوريا حتى وصلت لبنان وبحسب الصحفي جهاد بزي واصفا اللقاء :" جلست في
بهو فندق الماريوت ، جبر بجانبها وبضع وسائل اعلام مرئية ومكتوبة، ابنها واحد من رواد
الحركة الأسيرة في سجون الإحتلال، غير أنه يقف في ظل أمه وهي حيث تجلس ، يصير مكانها
صدر الدار الفلسطيني الرحب، في الثمانين وبذاكرة مصرّة إن غاب عنها اسم أسير تظل تسترجع
اسماء وأحداثا الى أن تجد اسم من تريد .
في
الثمانين وتترك في غزة ابو جبر "بعافية
قليلا" ، ويروح تعب الطريق ولا تشغل بالها بإرهاق الإنتظار الطويل ، المتوقع يأتي
أنور ياسين ،
تقوم
وتحتضنه طويلا، "ما شاء الله ما شاء الله دقوا على الخشب " وتحضنه طويلا
ويجلس إلى قربها.
"الله يرضى عليكم يما
تجمعولي الشباب نتفة خليني أشوفهم، مين عارف ...يقاطعها أنور "الله يطول عمرك
، وراح يجوا لعندك كلهم." يقول لها بسام القنطار :" ام جبر إجا سمير
"، تقوم بتثاقل ويدخل سمير القنطار فاتحا
ذراعيه:" يا مرحبا يا مرحبا ..." تحتضنه كما احتضنت وكما ستحضن كل أم ولدها
المحرر، وتدفن وجهها في صدره وتبكي ."
إرسال تعليق