المصدر/ رام الله- الحياة الجديدة - عزيزة ظاهر-  شتاء واحد داخل أقبية الاحتلال كاف أن يصيب الأسير بجملة من الأمراض، فما بالك بمن قضى عشرات الأعوام بين رطوبة جدران السجون وصقيع الزنازين وعفنها، 35 شتاء قاسيا مرت على عميد أسرى الضفة، الأسير محمد أحمد الطوس (65 عاما) من بلدة الجبعة غرب بيت لحم، قضاها على التوالي، وهاهو يستعد لاستقبال شتاء هذا العام في سجن ريمون، وهو يدخل عامه الـ36 بعيدا عن لمة العائلة ودفئها، وسط ظروف اعتقالية صعبة، زادها مرارة وخطورة تفشي فيروس كورونا في صفوف الأسرى، وتنتاب ذويه حالة من القلق والترقب مع ارتفاع أعداد الإصابات بالفيروس في صفوف الأسرى تزامنا مع دخول فصل الشتاء.

الشهيد الحي

بينما كانت جراحه تنزف دما من كل أنحاء جسده، اعتقل الطوس في العام 1985، بعد أن ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة بشعة أدت إلى استشهاد رفاق مجموعته الأربعة، وتعرض لأبشع صور التعذيب والشبح والتنكيل خلال فترة التحقيق، إلى أن حكم عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة، فأطلق عليه الأسرى لقب "الشهيد الحي".

ويستذكر شادي النجل الأكبر للأسير، والدته آمنة الطوس التي ظلت تعيش على أمل الإفراج عن والده، إلى أن توفيت عام 2015، اثر إصابتها بجلطة دماغية، أصيبت بها بعد أن تلقت نبأ عدم إدراج اسم زوجها ضمن قوائم الإفراجات التي تمت في إطار مفاوضات عام 2013، فرقدت في غيبوبة استمرت عاما ونصف العام  إلى أن توفيت.

ويسترسل شادي في حديثه لـ"الحياة الجديدة": ثلاثة عقود ونصف العقد مرت على اعتقال الوالد، وما زالت صورتي وصورة شقيقي ثائر وشقيقتي فداء مرسومة في مخيلته، يوم تركنا ونحن أطفال، تفاصيل زمن بأكمله عشناها بدونه، فقد أصبح لوالد الأطفال أحفاد، وصار جدا وما زال يعيش في السجن ذاته، والزنزانة ذاتها، مع فارق الألم والزمن.

معاناة

ومع دخول فصل الشتاء، تزداد معاناة الأسرى في سجون الاحتلال، لا سيما المرضى منهم. وبين مظفر ذوقان منسق اللجنة الوطنية لدعم الأسرى في نابلس لـ"الحياة الجديدة": إن فصل الشتاء يفاقم معاناة الأسرى، خاصة مرضى آلام المفاصل والأمراض المزمنة، حيث تنعدم كافة وسائل التدفئة، خاصة في مراكز التوقيف والتحقيق في بتاح تكفا، والجلمة وعتصيون، ومعتقلات عوفر والنقب، ويرافق ذلك منع إدارة مصلحة السجون الأهالي من إدخال الأغطية والملابس الشتوية.

وفي ذات السياق ناشد ذوقان اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومؤسسات حقوق الإنسان ضرورة الضغط على إدارة مصلحة السجون للإفراج العاجل عن الأسير ماهر الأخرس المضرب عن الطعام منذ ما يزيد على 100 يوم، رفضا لقرار الحكم الإداري دون قيد أو شرط .