هل سمعتم
بقصة هولاكو الماغولي التتري الذي جاء من جنوب شرق الصين واحتل نصف العالم واحتل
كل العالم الاسلامي ؟؟؟؟ حوالي سنة1248 سمع هولاكو ان في بغداد قصورا واموالا
وثروات لا تعد ولا تحصى فقرر المجيء إليها لياخذ كل ذلك...استعمر هولاكو كل البلاد
الاسلامية الموجودة بين الصين وبغداد من بخارى وسمرقند وخوارزم وافغانستان وكل
البلاد..وكان الامراء المسلمون بكل عار ومذلة يرسلون إليه في الخفاء هداياهم من
جواري(طبعا هناك علماء السلاطين المنافقون الذين افتوا بتقديم المسلمة للكافر دفعا
للضرر ههه) واموال وكل ذلك مرفوق بخطاب غاية في العار والذل يقول(نحن معك ضد اي
واحد منا لو رايت انه عدوك...) بطبيعة الحال هولاكو كان ماكرا وذكيا فكان يأمرهم
وليس يطلبهم بل يامرهم بقتال الامير الفلاني.وحين يقاتلونه طمعا في رضى هولاكو
عنهم كان هذا الاخير يقول جملته الشهيرة(انتم خنتم إخوانكم فكيف اثق فيكم) وبهدا
ذلك لا يجدون عنده إلا السيف والقتل.هكذا وصل هولاكو بغداد سنة 1258م وارسل في طلب
الخليفة( المستعصم) وحضر الرجل مع اهل بيته وجواريه ونسائه ووقف يرتعد أمام هولاكو
الذي كان يجلس بكل كبرياء.قال هولاكو للخليفة(خذ هذا الكاس من الخمر واشربه امام
اهلك..فقال الخليفة ..سيدي نحن المسلمون لا نشرب الخمر..فرد عليه..انتم المسلمون
في الظاهر تحرمون كل شيء وفي الخفاء تفعلون كل شيء..وسال هولاكو الخليفة عن
الاموال والثروات..فرد الخليفة..هي مني لك هدية.فزمجر هولاكو غاضبا وقال: هي لي
بقوة سيفي وقوة جيشي الذي اتقاسم معه كل شيء حتى كسرة الخبز اليابس.وهذه الاموال
لو انفقتها على امتك لوجدتهم اليوم إلى جانبك .قال ذلك وهو يتلذذ بإذلال أعظم
خليفة للمسلمين...وامر الطاغية بقتل أهل بيت الخليفة وهو الخليفة ينظر وفي هذا الموقف
تذكر المستعصم الله لكن الله نسيه في الشدة لأنه لم يذكره وقت الرخاء.وبعد ذلك أمر
هولاكو بوضع الخليفة في كيس وداسته حوافر الخيول التترية إلى أن أزهقت روحه.إنها
مأساة العرب وتاريخهم الحزين..واحتل هولاكو بغداد واطلق فيها يد جنده اربعين يوما
بدون اي قانون او أي محاسبة .يعني للجندي الماغولي ان يفعل مايشاء من قتل وسلب
ونهب واغتصاب وذلك هو مجازاته على انتصاره..طبعا لما سمع الامراء المجاورون
والسلاطين المسلمون العرب ما حل ببغداد لم يتعلموا الدرس بل فعلوا ما فعله إخوانهم
وسابقوهم .ارسلوا لهولاكو الهدايا بكل سخاء تلك الهدايا التي حرموا أمتهم منها.
وقالوا بالحرف..نحن معك ضد كل عدو لك.فضرب هولاكو العرب المسلمين الأغبياء بعضهم
ببعض...وهكذا أهلك الطاغية كل بلاد المسلمين ولم يعط عهدا أو أمانا لاحد..إن العرب
لهم سمة واضحة هي أن يبيع بعضهم بعضا وأن يخون بعضهم بعضا منذ قديم الزمان وقديم
تاريخهم...نعم إن التاريخ يعيد نفسه كشريط فيديو لا شيء يتغير..ماذا يحدث اليوم في
العراق وسوريا واليمن وليبيا وغيرها.؟؟؟ الكل يتسابق ويقدم الهدايا والأموال وبكل
سخاء..والفرق الوحيد هو أن السابقين قدموها (لهولاكو ماغولي) واليوم يقدمونها
(لهولاكو امريكي اوروبي يهودي)....إن المسؤول العربي لا يتعظ إلا عند الموت وتلك
موعظة لا تنفع بأي وجه من الوجوه.








Copyright ©
3swa1 All Right Reserved
إرسال تعليق