من الشجاعة
أحيانا أن ننسحب
ليس كل منسحِب جبانا، ولا كل ثابت شجاعا،
بعض الانسحاب شجاعة، وبعض الثبات جبن، ف الاعتذار انسحاب
من ساحة الأخفاق ، والاصرار على المكروه ؛ لا أخفيكم سرا أني أحترم وأُقدِّر أولئك
الأشخاص الذين يملكون شجاعة مغادرة القطار ما دامت وجهته خاطئة، وآسى على أولئك الذين
يستمرون وهم يعلمون أن نهاية الطريق ما هي إلا فشل وخذلان.
في كل يوم نتخذ العديد من القرارات والمواقف، فمما
لا شك فيه أن التأني في اتخاذ القرار حكمة، ودراسته من جميع زواياه فطنة والمضي فيه
يحتاج عزيمة من حديد، لكن التراجع عنه في كثير من الأحيان يحتاج شجاعة وصبرا أعظم،
يحتاج أن ندرك حجمنا وحدود قدراتنا، وأن نقبل أنفسنا كما هي ولا نكلفها ما لا تطيق.
لأن الانسحاب من المكروه وقاية من الأنهزام.... هذه هي الحياة الدنيا، الحياة التي
تجعلنا نضطر إلى ترك أمور أحببناها كي نستطيع النجاة،
لذا أقول عندما ترى أن الأمور سارت على
غير ما أردت، وأن الثبات تقييد للنفس وسجن لها وتكليفها فوق وسعها، عند ذلك لا تبتئس
وتستسلم بل استجمع شجاعتك وانسحب مرفوع الرأس، وكن فخورا أنك استطعت أن تعترف أن قرارك هذه المرة
قد جانب الصواب، وخذ استراحة محارب، تلملم فيها ما تشتت من أفكارك، وترمم فيها ما تهدم
من رؤى ، وتضمد ما أصابك من وهن ،لأن الأنسحاب من ذلك الموقع الذي تشغلة لا
يعني الفناء إلا عندما يقبل المرء أن يكمل حياته جاثيا.
واعلم أن عليك أن تختار ما يرفع ثقتك بنفسك لا ما
يكسرها، ما يُمَكِّنك من أن تضيء لا ما يجعلك تخبو.
فبعض العاهات لا دواء لها إلا البتر، البتر
مؤلم ورؤية الجسد ناقصا ليس بالمنظر الذي تحبه العيون، لكن الطبيب يختاره مُكرَها لأن
الكل أهم من الجزء ..............
غازي الكيلاني
إرسال تعليق