في إحدى المرات زار ستالين أحد مصانع النسيج في لينينغراد، و
لشدة خوف إدارة المصنع من شخصيته و جبروته قامت بتكليف أحد صغار المهندسين ليشرح لستالين
عملية الإنتاج و التوزيع و التسويق للمصنع و الرد على تساؤلاته.
و قد نفّذ هذا المهندس الصغير التكليف بكل جرأة و معرفة و نجاح
إلى درجة أدهشت ستالين و إدارة المصنع ، و فور انتهاء زيارة ستالين لمدينة لينينجراد
و عودته إلى مكتبه في الكرملين بموسكو أصدر ستالين قرارا بتعيين هذا المهندس الصغير
وزيرا لصناعة الغزل والنسيج في الاتحاد السوفيتي، و شهدت صناعة الغزل و النسيج تطورا
ملحوظا في عهده
لقد كان ذلك المهندس الصغير هو ألكسي كوسجين الذي أصبح فيما
بعد أشهر و أنجح رئيس وزراء عرفه الاتحاد السوفييتي !
قرب نهاية الحرب العالمية الثانية إستدعى الزعيم الألماني النازي
أدولف هتلر أحد كبار مستشاريه الهندسيين الذي عمل معه طيلة سنوات الحرب و أمره بإعداد
كشف بأمهر المهندسين المتخصصين الألمان في كل المجالات ، و إحضاره إليه في أسرع وقت.
و عندما نفذ المستشار الهندسي الطلب و أحضر القائمة الى هتلر
أمره هتلر بأن يأخذهم جميعا في عربات إلى مكان حدّده له بعيدا عن التعرّض لخطر الحرب،
و قال له : هذا المكان هو الأكثر أمنا في ألمانيا و عليك أن تحتفظ بهم فيه و ترعاهم
و حسب.
غير أن هتلر تعرض الانتقادات و اعتراضات القيادات النازية المدنية
و العسكرية الذين هاجوا أمام هذا التصرف من هتلر و أخبروه أنهم في أمسّ الحاجة لهؤلاء
المهندسين و لا يستطيعون الإستغناء عنهم في الوقت الذي يخوضون فيه معارك مصيرية مع
العدو ، و لكن هتلر أصرّ على قراره و قال لهم : إن الوقائع تشير الى احتمال خسارتنا
للحرب ، و أن ألمانيا تحتاج إلى هؤلاء أكثر من حاجتنا لهم ؛ فهم الذين سيعمرّونها بعد
الحرب و يعيدون ألمانيا كما كانت .
و ذلك هو ما تحقق فعلا ؛ فبعد أن انتهت الحرب بخسارة ألمانيا
إستعان المستشار الألماني ديناور الذي جاء بعد هتلر بأولئك المهندسين الذين أعادوا
إعمار ألمانيا و أصبحت ألمانيا خلال عشرين عاما من أقوى دول العالم إقتصاديا ، و عادت
إلى وضعها الذي كانت فيه قبل الحرب بل أحسن منه.
لقد كان ستالين و هتلر من أسوأ الطغاة غير أنهم كانوا يحبّون
وطنهم و يفكرون فيه طيلة الوقت.
تبًّا لطغاتنا ، لا هم ينفعون كطغاة عظماء و لا هم ينفعون كوطنيين
حقيقيين !
آخر ما يفكر به السياسيين هو أوطانهم ،هؤلاء حديثي النعمة....
هَمّهُم الوحيد كيف يسرقون قوت شعوبهم و مستقبل أولادهم و يستنزفون
مقدّرات بلدانهم لأسيادهم من وراء البحار...🙄!!!
إرسال تعليق